نوافذ تابعة

الجمعة، 18 فبراير 2011

مشاريع مقترحة لخدمة متن فقهي (زاد المستقنع نموذجًا)

 
الحمد لله حمداً لا ينفد أفضل ما ينبغي أن يحمد، وصلى الله وسلم على أفضل المصطفين محمد وعلى آله وأصحابه ومن تعبد، أما بعد:
فلا يخفى على حنبليٍّ ما تبوأه (زاد المستقنع) من منزلة منيفة بين السادة الحنابلة المتأخرين -رفع الله منازلهم في الدارين-

فلا يحصى كم حفظه من الطلاب، وكم شرحه من المشايخ والمعلمين،

ومما زاده شهرة ونفعاً أن شرحه الشيخ العلامة شارح المنتهى والإقناع (شيخ المذهب)/ منصور البهوتي.

ومع هذه المكانة التي لمتن الزاد إلا أنه لا زال مجالاً خصباً لعدد من المشاريع التي يمكن أن تخدمه وتعين على الاستفادة منه، فمن ذلك:

1-جمع المسائل التي خالف فيها المذهب عند المتأخرين، وقد حصرها الشيخ علي الهندي -رحمه الله- في 32 مسألة، وزاد عليه سلطان العيد حتى أوصلها إلى مائة، وقد بلغني أن الشيخ سامي الصقير أوصلها إلى 150، فيمكن أن تجمع هذه المسائل، وتحقق من حيث النظر في مدى موافقتها للمذهب بالرجوع إلى المنتهى والإقناع وغيرهما

2-عدُّ مسائله بالمنطوق، حيث اختلف مشايخنا في عدد مسائله، فمن الجميل أن يخرج الزاد في طبعة مرقمة المسائل يعرف من خلالها عدد مسائله،
وينتبه هنا إلى أن عد المسائل قد يختلف لاختلاف طريقة العد فمنهم -مثلاً- من يعد أركان الصلاة مسألة واحدة، ومنهم من يعدها أربعة عشر مسألة باعتبار كل ركن مسألة، ولعل الطريقة الثانية أدق، والله أعلم.

3-عدُّ مسائله بالمفهوم، وهذا أصعب من الأول لأنه يحتاج إلى فهم عميق دقيق لعبارات المؤلف.

4-حاشية على الزاد متخصصة في ذكر روايات المذهب في كل مسألة بالرجوع إلى الإنصاف وغيره، فتوضع كل مسألة وتحصر جميع الروايات والأوجه فيها، فيقال مثلاً، قوله: (وإن حال دونه غيم أو قتر فظاهر المذهب يجب صومه) فيها سبعة روايات الأولى كذا والثانية كذا...إلخ...... مرقمة ومرتبة.

5-حاشية تبين المذاهب الأربعة في كل مسألة، فيقال قوله (كذا....) وفاقاً للحنفية [مع ذكر المصدر]، وخالف في هذا المالكية والشافعية ، فقال المالكية..... [مع المصدر بالجزء والصفحة]، وقال الشافعية......

6-شرح موسع على غرار الشرح الكبير،

7-جمع التقاسيم الموجودة في متن الزاد مفهوماً ومنطوقاً ويمكن أن ترسم على شكر تشجير (قد بدأت في هذا المشروع وأنهيت العبادات والنكاح، والجنايات، وجزء كبير من المعاملات) وأسأل الله أن ييسر الباقي.

8-جمع اصطلاحات المؤلف ودراستها:مثل اصطلاحاته في حكاية الخلاف (ولو) (وإن) (حتى) (ولا يشترط) (لا)،
وقد اشتهر عند طلبة العلم أن (ولو) (وإن) (حتى) تفيد الخلاف واختلفوا في تحديد ما الذي يفيد الخلاف القوي منها وما الذي يفيد الخلاف الضعيف، وهذا محل نظر نبه إليه الشيخ بكر في مدخله
وقد جمعت شيئاً في هذا لكنه يحتاج إلى دراسة وتحقيق المواضع التي فيها الخلاف من غيرها، وقوة الخلاف، وبيان ماكان خلافاً في المذهب وما كان خلافاً خارج المذهب، أسأل الله التيسير

9-المسائل التي تفرد بها صاحب الزاد ولم تذكر في غيره من كتب المذهب، وقد وقفت على أكثر من مسألة من هذا النوع.

10-البحث عن أفضل نظم للزاد وتحقيقه وإخراجه مشكولاً مع تعديل ما يحتاج إلى تعديل من الأبيات، ومن أحسنها في نظري: نظم المزيني مع أنه لم يستوف جميع المسائل
ويمكن في هذا الاستعانة بعد الله بأهل النظم في تعديل بعض الأبيات التي وقع فيها كسر أو ضرورة غير سائغة أو نحو ذلك إما بسبب الخطأ في الطباعة أو من الناظم نفسه رحمه الله
 على غرار عمل الشيخ الحكمي في المتون التي أخرجها

11-دراسة أمثلة المؤلف وبيان دلالاتها، فالمؤلف أحياناً يذكر أمثلة منتقاة يقصد بها التقسيم أو معنى زائداً على مجرد التمثيل.

12-جمع واسيعاب أدلة مسائل الزاد.

13-جمع المسائل التي صرفها البهوتي في شرحه عن ظاهر ما أراده الحجاوي.

14-العبارات المنتقدة على الكتاب، ويمكن الاستفادة في هذا من شرح الشيخ العثيمين حيث إنه ينبه أحيانا إلى أن عبارة المتن منتقدة وربما يقترح كلمة بدل كلمة، أو جملة بدلا من جملة

15- دراسة في مقارنة متن الزاد بالمقنع، ويستفاد في هذا مماكتبه الشيخ علي العسكر

16-حاشية على الزاد تبين المسائل التي عدت من مفردات المذهب.

17-حاشية على الزاد تبين المسائل التي حكي الإجماع عليها.

18-المسائل التي اختلف فيها قول الحجاوي في الإقناع عن قوله في الزاد

19-إقامة دورات مكثفة في حفظ الزاد مع شرحه: مثلا دورة صيفية خلال شهرين يجمع فيها بين الحفظ والشرح، فمثلا: في كل يوم حفظ 3-4صفحات


هذه بعض المشاريع التي دارت في خلدي ودونتها لعل الله أن ينفع بها
مع اعترافي بأن بعض المشاريع أقل أهمية من بعض
وكثير منها يصلح للزاد وغيره من المتون
وبعضها قد يكون قد كُتِب فيه.
ومن المفيد في هذا الموضوع:
كتاب (المدخل إلى زاد المستقنع) لسلطان العيد
وبلغني أن الشيخ عبد الله الشمراني قد أعد كتاباً بنفس العنوان
والله الموفق.


(مقال قديم كتبته في ملتقى أهل الحديث ونشرته هنا)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق