الحمد لله وصلى الله وسلم على من نسخ الله بدينه الأديان، وأتم به النعمة على العباد، أما بعد:
فقد حذرنا الله في محكم كتابه من كيد الشيطان، وأمرنا بالاستعاذة منه، وحكى لنا قسمه ﴿فبعزتك لأغوينهم أجمعين﴾.
وما زال الشيطان الرجيم يجدد في أسلوبه وينوع في طريقته لإضلال الخلق، ومن آخر تقليعاته، وجديد تلبيساته طريقة “ثبت علمياً…” وهي طريقة إلباس الشرك الأكبر أو الشرك الأصغر أو البدعة أو المعصية لباس العلم والتقنية وأن نفعها قد ثبت بالتجربة، وبالدراسات العلمية، وكثيراً ما ينطلي ذلك على جهلة الخلق وعوامهم، وفسقتهم ومغفليهم، لكن العجب أن ينطليَ ذلك على من عندهم من العلم الشرعي نصيب وافر، ومن يحملون في العلوم الشرعية شهادات وألقاب علمية عالية، فهذا هو العجب.!
فبالأمس أغرى الشيطان رجلاً ليعلّق “حلقة من الصفر لدفع الواهنة” فأنكر عليه النبي صلى الله عليه وسلم وقال (انزعها فإنها لاتزيدك إلا وهنا، أما اليوم فقد “ثبت علمياً!” أن لـ”سوار النحاس” [وليس حلقة الصُفْر] أثراً في علاج الروماتيزم أو السمنة [وليس الواهنة]!!…فما الفرق؟ الفرق أنه قد “ثبت علمياً”!!
بالأمس أغرى الشيطان المشركين فعلّقوا أسلحتهم على شجرة ” ذات أنواط” معتقدين أنها تكسبهم البركة ، أما اليوم فقد قال لهم (شجرة الطاقة [وليس شجرة ذات أنواط!] التي فقط تجلس بقربها [ولا تعلق عليها سلاحك!] وتقوم بطاقتها غير المشاهدة [وليس ببركتها!] بشفط الجزيئات الحرة والسامة من الجسم وإرسال الطاقة الإيجابية! [وليس هذا تبركاً!]) فما الفرق؟ الفرق أنه قد “ثبت علمياً”!
بالأمس أغرى الشيطان المعتزلة ليقولوا (إن العبد يخلق فعل نفسه) فتتابع أهل العلم في الرد عليهم، أما اليوم فقد “ثبت علمياً” وفق قانون الجذب! (أن الإنسان يجتذب إليه الأحداث سواء كانت هذه الأحداث إيجابية أو سلبية.. كل الأحداث.. المال، والغنى، والفقر، والزواج، والطلاق، والأصدقاء والعداوات والصحة والأمراض والجاه والنجاح والفشل والفرص والمصائب والمشاكل والحلول والسلام والحروب والسعادة والتعاسة والطمأنينة والقلق والخير بشكل عام والشر بشكل عام..) (وقد يتدخل الله سبحانه في مساعدة الخلق في تحقيق الإيمان و النجاحات والسعادة) فما الفرق؟ الفرق أن قد “ثبت علمياً..
وهكذا يبث الشيطان سموم الشرك والوثنية والبدعة والمعصية بطريقة “ثبت علمياً”، وإذا تجرأ عدوٌ من أعداء الشيطان ليقول: (كيف ثبت؟) (ومن الذي أثبت؟) فإنه سيتهم بالتخلف والجمود والخوف من الجديد والجهل بالحقائق العلمية، وربما كان الجواب (أثبتت الدراسات الحديثة) أو (أثبت طبيب ألماني في جامعة dljn) أو (أثبت الفلكي البريطاني xliktig) أو (في معهد c.u.w أجريت دراسة حول… إلخ)، ولا يحق لإنسان أن تسول له نفسه أن يشكك في شيء من هذه الدراسات لأنه قد “ثبت علمياً” سواء عرفت ترجمة ذلك العالم الشهير! أم لم تعرف فقد “ثبت علمياً” سواء عرفت معهد الدراسات الكبير! أم لم تعرف.
وليعلم أن كثير مما يدعى ثبوته علمياً إنما هو ضرب من الخزعبلات والخيالات والسخف الذي لم يثبت “عقليا” ولا “علميا” ولا “تجريبياً” ولا “شرعياً”
فتنبهوا معاشر المسلمين من كيد الكائدين ومكر الماكرين، (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا).
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق